هو عبد السلام بن سليمان بن أبي بكر بن علي بن بو حرمة بن عيسى بن سلام العروس بن أحمد مزوار بن علي حيدرة بن محمد بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي و فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
ولد عبد السلام ابن مشيش بين سنتي 559 و 563ه -على اختلاف بين المؤرخين-، وحفظ القرآن الكريم وسنه لا يتجاوز الثانية عشر ثم أخذ في طلب العلم، وكان شيخه في القرآن هو سيدي سليم دفين قبيلة بني يوسف، ومن أشهر مشايخ عبد السلام بن مشيش في الدراسات العلمية الولي الصالح الفقيه العلامة الحاج أحمد الملقب أقطران؛ وأخذ عبد السلام بن مشيش الطريقة عن العارف سيدي عبد الرحمن بن الحسن الشريف العطار المدني الشهير بالزيات.
لم يكن العارف بالله مولاي عبد السلام بن مشيش يتطلع إلى الشهرة والزعامة، فقد ترفع عن حب الرئاسة حتى أنه بالغ في إخفاء نفسه عن الناس و توارى عن الأعين، وزهد في الظهور، وتجرد للعبادة، وغاب عن الخلق في شهود جلال الحق..
وقد ورد عن تلميذه أبو الحسن الشاذلي، أنه قال: "كنت في سياحتي فأتيت إلى غار لأبيت فيه فسمعت فيه حس رجل فقلت: والله لا أشوش عليه في هذه الليلة فبت على فم الغار، فلما كان عند السَّحَر سمعته يقول: "اللهم إن أقواما سألوك إقبال الخلق عليهم وتسخيرهم لهم، فسخرت لهم خلقك فرضوا منك بذلك، اللهم إني أسألك إعراضهم عني واعوجاجهم علي حتى لا يكون لي ملجأ إلا إليك".
ويمكن تقسيم حياة ابن مشيش إلى ثلاث مراحل: مرحلة الاجتهاد في العلم، ومرحلة تربية الأبناء والجهاد، ومرحلة التفرغ للعبادة عبر الخلوة، حيث اختار المقام في جبل العلم (لاعْلام) حتى مات شهيداً .
تصدى لابن أبي الطواجن الكتامي الذي ادعى النبوة وأثر في بعض الناس من أبناء عصره، فحمل عليه وعلى أتباعه بالمنطق والأدلة الدينية قولاً وعملاً، حفزتهم على الكيد له وتدبير مؤامرة لقتله فكمنوا له حتى نزل من خلوته للوضوء والاستعداد لصلاة الصبح فقتلوه سنة 622 للهجرة.
عن ويكيبيديا