|
|
|
مولاي عبدالله الشريف مؤسس الزاوية الوزانية
أضيف في 23 يوليوز 2020 الساعة 32 : 11
مولاي عبدالله الشريف مؤسس الزاوية الوزانية
يزخر التاريخ الوزاني بأحداث وشخصيات طبعت حياة المواطنين داخل دار الضمانة وخارجها وهو يحتفظ بين طياته وصفحاته بذكراها، وكانت وزان في الأصل مجرد دشرة (مدشر صغير) يحمل اسم الجبل الذي بني على سفحه الشمالي، أي جبل بوهلال ( وكان يسمى أيضا جبل الريحان وجبل وزان ).
ومع تأسيس زاويته به أصبحت وزان مركزا لطريقة صوفية تزايد نفوذها الديني والروحي في عهد أحفاده الذين تولوا شؤونها من بعده، فبلغ صداها الآفاق داخل المغرب وخارجه بما أصبح لها من نفوذ روحي واقتصادي وسياسي.
الشيخ المؤسس:
هو الشريف الإدريسي عبد الله بن إبراهيم اليملاحي، وأمه شريفة رحمونية علمية، ازداد بمدشر "تزروت" ( ينطق أيضا "تصروت") بجبل "العلم" (لعلام) في قبيلة بني عروس حوالي سنة 1596م، وأصبح يتيم الأب بعد وفاة والده وعمره عشر سنوات، تكفل به سيدي الحسن بن علي الريسولي زوج إحدى خالاته، وقد عبر منذ طفولته عن ميله للتدين والورع مما جعل سيدي الحسن بن علي يتنبأ له بمستقبل صوفي مميز على غرار القطب الشيخ مولاي عبد السلام بن مشيش.
بدأ رحلته بحثا عن شيخ صوفي يتتلمذ على يديه، فوجده بزاوية جبل صرصر على مشارف القصر الكبير في شخص سيدي علي بن أحمد الكرفطي الذي كان يتبع الطريقة الشاذلية الجزولية. وقد أرسله هذا الأخير إلى تطوان قصد الدراسة؛ وسافر بعدها لمتابعة دراسته وتعميق معارفه بمدينة فاس. وسيعود إلى زاوية صرصر بعد وفاة شيخه بها، واتخذ على مقربة منها خلوته بمدشر سكرة( sougra) الذي غادرها، - بعد أن فتح الله عليه- وبدأ دعوة الناس إلى اتباع طريقته، ليقيم برابطة الميقال التي كانت توجد على سفح جبل بوهلال، ورحل منها إلى وزان بعد أن أصبحت لا تفي بشروط استقبال الزوار المتزايدة أعدادهم، ليستقر بدار السقف حيث سكن دارا كانت تنسب للولي الصالح أبي سعيد المصري (الذي يوجد ضريحه على ساحل الأطلسي جنوب العرائش قرب المرجة الزرقاء، والمعروف باسم مولاي بوسلهام)، و تزايدت أعداد الوافدين عليه بوزان من المريدين وأصحاب الحاجات الدينية والدنيوية.. وقد أطعم في ليلة واحدة بفضل بركته 24 ألف منهم، وهو الذي كان لا يملك من متاع الدنيا شيئا، إذ أنه ليلة زفافه غسل ثيابه بمادة طينية تسمى "تادوقة".
جمع الشيخ عبد الله بن ابراهيم بين البركة والشرف، وكان طبعه التواضع والزهد في الحياة، وبذلك أصبحت مدينة وزان مركز جذب اجتماعي وديني وروحي وعلمي، بفضل ما أصبحت الزاوية تقوم به من أدوار روحية واجتماعية وعلمية وتعليمية في حياة المؤمنين بها، فتوافد عليه أهل القبائل المجاورة ليستقروا به بعد أن أصبح لزاويته صيت وشهرة بين القبائل وخاصة بمنطقة الشمال المغربي.
توفي مؤسس زاوية وزان سنة 1678 م. وخلفه على مشيخة الزاوية ابنه مولاي محمد، ومن بعده حفيداه مولاي التهامي ومولاي الطيب اللذان أساسا فروعا لزاوية جدهما بمختلف جهات المغرب وخارجه.
الشرفاء الأدارسة
|
|
|
|
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم
اضغط هنـا للكتابة بالعربية
|
|
|
|