الزاوية الريسونية تخلق الحدث بشفشاون
جريا على عادتها كل سنة، تقوم قبيلة الأخماس المنحدرة من إقليم شفشاون، بزيارتها السنوية التي تستغرق ما يزيد عن 15 يوما يتم اختتامها في رحاب الزاوية الريسونية بمدينة شفشاون، مرورا بالزاوية الريسونية بتازروت وضريح الشيخ مولاي عبدالسلام ابن مشيش رضي الله عنه، حيث يتوافد الآلاف من الزائرين للمشاركة في هذه الزيارة السنوية.
وتأتي هذه الزيارة في إطار صلة الرحم مع القرى والمداشر ومع الزاوية الريسونية، حيث تمتد هذه العلاقات لقرون كثيرة جمعت الأجداد في معركة وادي المخازن عام 1578 بقيادة الشيخ امحمد ابن ريسون رضي الله عنه المتوفى عام 1018هـ/1609م.
كما تعتبر هذه الزيارة مناسبة لطلب الغيث من الله الكريم بأن يرحمنا بالأمطار النافعة ويحفظ بلادنا المغربية من كيد الكائدين ويبارك في أرضها وزرعها وثمارها مع الدعاء وتجديد عهود المحبة والولاء لمولانا أمير المومنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله والدعاء لكافة المسلمين.
وتتضمن الزيارة، عقد مجالس الذكر والتذكير من إخراج السلك القرآنية والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودروس الوعظ والإرشاد والمديح النبوي والسماع الصوفي، وإخراج الصدقات وتقديم الذبائح لله تعالى، حيث يكون في مقدمة الموكب أصحاب الرايات والأعلام الممثلة لقبيلة الأخماس وهم 5 بُطون تُشكل القبيلة، تتوسطهم فرقة "البواردية" والغيطة الجبلية التقليدية.
واستقبلت الزاوية الريسونية بتازروت يوم السبت 12 نونبر 2022، قبيلة الأخماس بحضور المئات من ممثلي القبائل والمداشر والقرى والمناطق الجبلية، حيث تم تقديم الذبائح بنية التقرب إلى الله تعالى واستجلاب رحمته لاستنزال الغيث، كما أقيمت ليلة القرآن الكريم والمديح النبوي، وتم بسط موائد الإطعام لكل الحاضرين، عملا بقوله تعالى "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا"
وفي ختام الزيارة بشفشاون يوم الإثنين 15 نونبر، يخرج أهالي المدينة وأطفالها ونساءها وشيوخها لاستقبال وفد القبيلة، وفي طليعتهم الزاوية الريسونية، حيث يقوم الشريف علي الريسوني بالترحيب بهم في دار الزاوية وإيوائهم بها وحظهم على التمسك بكتاب الله تعالى وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم وحثهم على الإنتاج الفلاحي والزراعي والعناية بالأشجار والثمار بما يعود بالنفع على بلادنا المغربية، إضافة إلى الاستقبال الرسمي الذي خصهم به السيد المحترم عامل إقليم شفشاون بجانب السادة: رئيس المجلس العلمي ومندوب الشؤون الإسلامية وناظر الأوقاف.
وتعتبر زيارة شفشاون، مظهرا من مظاهر التلاقح بين "القبيلة" و "المدينة" حيث تختلط الوفود الجبلية مع سكان المدينة والسياح الأجانب في مشهد مهيب بساحة وطاء الحمام القلب النابض للمدينة.
الشرفاء الأدارسة