انتقال الأشراف القادريين من الأندلس
إلى مدينة فاس
لقد كان أول من دخل مدينة فاس من عدوة الأندلس بغرناطة هو الشريف أصل السلالة القادرية، سيدي محمد، بن محمد، بن محمد، بن محمد، بن مسعود، بن أحمد، بن أحمد، بن محمد، بن ابراهيم، بن القطب مولاي عبد القادر الجيلاني.
ولقد أكرمه الملك السعدي آنذاك، وأنزله بروض كبير يعرف لحد اليوم بروض القادريين بحي الرحيبة قرب باب عجيسة.توفي أول داخل إلى فاس سنة 950 هجرية،ودفن بروضة الشراف القادريين خارج باب عجيسة بفاس.
وخلف رحمه الله ثلاثة أبناء وهم: سيدي محمد، وأبو العباس أحمد، وأبو فارس عبد العزيز أولهم كان يشتغل حرارا، والثاني يتعاطى التجارة، والثالث كان عابدا زاهدا،توفي سيدي محمد،أول الإخوة عام 1070ه،وثانيهم سيدي احمد،يجهل تاريخ وفاته،أما الثالث أبو فارس عبد العزيز، فكانت وفاته عام 1029هـ.
ومن الأول والثالث تفرع الشرفاء القادريون، أما الثاني فلم يتفرع منه سوى حفيد ابنه سيدي محمد،بن سيدي علال، بن سيدي عبد القادر، بن أحمد المذكور،بن سيدي محمد،أول قادم إلى فاس،والمسلسل العمود سابقا.
ومن هذه الأغصان الفيحاء، تفرع العلماء الشرفاء القادريون،فكان منهم المحدثون والقضاة،والخطباء، ورجال العدالة.
وقد أكرمت الدولة العلوية منذ عهد السلطان المولى اسماعيل،وفادتهم،فأنعمت عليهم بفتوحات الزواوي القادرية بالمغرب،ومداخيل الولي العام، سيدي أحمد الشاوي دفين فاس،وقد ترجم لهم العلامة المؤرخ الوزير،سيدي أبو الربيع سليمان الحوات العلمي في كتابه:السر الظاهر في ذرية مولانا عبد القادر.
كما كتب عنهم العلامة الشريف، مولاي إدريس الفضيلي العلوي، الشيء الكثير، في كتابه: الدرر البهية في الفروع الحسنية والحسينية.الجزء الثاني.
وناهيك بكتاب الدر السني للشريف سيدي عبد السلام القادري فليرجع إلى بطون هذه الكتب من يريد الإطلاع والتوسع في هذا الميدان.
وانتقل الشرفاء القادريون إلى مختلف مدن المملكة.
فبالرباط الشريف سيدي عبد الحفيظ القادري،سفير المملكة المغربية بمدريد،والشريف الكولونيل سيدي عبد الحق، بن المنعم سيدي عبد الواحد القادري،والقائد الشريف سيدي عبد الرزاق القادري،والشريف سيدي الطاهر الساكن بزنقة فيرساي،والقاضي سيدي أبو بكر،والشريف سيدي عمر بن الطيب القادري،وأبناء عمومتهم الذين أعتدر عن ذكر أسمائهم.
وبمدينة فاس الكتبي الشريف سيدي عبد الكريم،وأبناؤه،وحفدة الشريف الكتبي مولاي أحمد القادري المدعو النجيمي.ومولاي أحمد الوكيل الشرعي والقاضي الشريف سيدي احميمد بن العلامة المحدث سيدي محمد فتحا،وأخوه سيدي عبد السلام وأبناؤه وأبناء عمومتهم.
وبالجديدة القائد الشريف سيدي ز الدين القادري، وابن عمه الشريف سيدي فيصل القادري المنتقل إلى الدار البيضاء في مهمة مدير عام للحافلات الوطنية.وجنابه أخ للكونيل سيدي عبد الحق بن سيدي عبد الواحد المذكور سابقا ضمن أشراف الرباط ولانغفل عن ذكر القائد الممتاز سيدي عز الدين القادري رئيس دائرة بعمالة الحي الحسني عين الشق بالدار البيضاء المنتقل إليها من فاس.
وبمدينة مراكش أسرة الشرفاء القادريين مؤسسي المكاتب العلمية بها.
نقلا عن كتاب :
مصابيح البشرية في أبناء خير البرية
تأليف أحمد الشيباني الإدريسي
ص:276و279.