النقابة على الأشراف وشروطها
من خصائص السلالة النبوية،اختيار النقباء عليهم، ومنهم، والنقابة في الأصل، وضعت لصيانتهم من أن يتولى عليهم من لايكافئهم في النسب، ولا يساويهم في الشرف، ويختار لها أجزلهم علما، وأجلهم بيتا، وأكثرهم فضلا وكرما، بحيث تجتمع فيهم شروط الرئاسة، ويتم تعيين النقباء بمرسوم ملكي.
وقد أحببت أن أنقل للقارىء، كي أفيده بما كتبه العلامة أبو العباس القلقشندي مؤلف كتاب "صبح الأعشى" الذي ألفه في القرن التاسع الهجري.قال في الجزء الحادي عشر صحيفة 163 في موضوع نقابة الأشراف في ذلك العهد ما نصه: "قلت وقد جرت العادة أن الذي يتولى نقابة الأشراف، يكون من رؤسائهم، وأن يكون من أرباب الأقلام، وإنما أوردته مع أرباب السيوف، لأن المقر الشهابي، بن فضل الله، ذكر بعض دساتيره الشامية، أنه يكتب لنقيب الأشراف الأميري،ولا يكتب له القضائي، ولو كان ذا قلم.
ويقول، وقد رأيت عدة تواقيع، مكنته من الأبواب السلطانية، وهذه نسخة توقيع، بنقابة الأشراف في الشام وحلب هي " الحمد لله مشرف الأنساب، وموفي الأحساب حقوق ملاحظتهم بغير حساب، وجاعل أيامنا الشريفة تحمد الإكتساب، ونحمده بمحامده نعمة الإيجاد والإنجاب، ونشهد أن لا إله إلا الله،وحده لاشريك له،شهادة لاشك في مقالها ولا ارتياب، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله ونبيه الذي أنزل عليه الكتاب، وشرف به الذراري من شجرته المباركة الأعقاب وصلى الله عليه وسلم صلاة لاتتوارى بحجاب، وبعد؛ فإن خير ما صرفت الهمم إلى تشييد مبانيه، وتقييد مهمل رواعيه وملاحظة قاصية ودانية، المحافظة على كل ما يرفع من قدر الآل ويعليه، ويرد إليهم عنا الاعتناء ويثنيه.
نقلا عن كتاب :
مصابيح البشرية في أبناء خير البرية
تأليف أحمد الشيباني الإدريسي
موقع الشرفاء