مصابيح البشرية في أبناء خير البرية -الحلقة الثانية-

وفي المملكة المغربية - بصفة خاصة- يحتل الأشراف مكانة سامية في النفوس-من لدن الدولة والمواطنين- فيعين الملوك النقباء، ويوزعون عليهم الصلات كل سنة، هؤلاء الملوك يجددون ظهائر منفية متسلسلة -ملكا إثر ملك- تتضمن توفير واحترام حامليها من الأشراف، وهي بمثابة أو سمة العز والفخار، يتبارى الخطاطون في كتابتها والذي يرجع إليها،يدرك مدى تطور الحضارة الإسلامية،والعربية،ورسوخ قدم الذوق المغربي الفني الأصيل وقد كتبت بعضها على الرق،وجلود الحيوان.

ثم إن المؤلفات في علم الأنساب -رغم كثرثها- أصبحت نادرة الوجود، إلا ما هو موجود منها بالخزانة الملكية، أو الخزانات العامة التابعة لوزارة الثقافة والجاماعات الحضرية والقروية، لازالت فتية، وهي ملزمة بالمساعدة المادية لنشر الثقافة وتجهيز الخزانات العلمية بدور الشباب ومختلف الأحياء، والقيام بطبع نفائس الكتب المخطوطة التي يزخر بها الوطن.

والذي حفزني للتأليف في هذا الباب، ابتغاء ثواب الله والدار الآخرة فضلا عن أسباب كثيرة، منها:

إحياء ماوقع التغافل عنه، وانتشار المذاهب الهدامة، وما ينشره أعداء الإسلام من ادعاءات تسيء إلى الإسلام ويأباها كل غيور على دينه، وقيامهم بتوجيه مراسلات تبشيرية للتلاميذ والطلبة لزحزحتهم عن عقيدتهم الدينية، "ويأبى الله إلى أن يتم نوره ولو كره الكافرون."

ومن جهة ثانية، مواصلتي لعمل الآباء والأجداد، قدس الله أرواحهم في دار السلام، والاقتداء بتعاليم جلالة الملك، الذي يدعو إلى إحياء ما اندثر، والعودة إلى الأصالة الإسلامية التي بدونها لايرتجى الانتماء إلى الدوحة النبوية، والرسول بريء منهم.فلعن الله الداخلها من غير نسب، والخارج منها من دون سبب.

نقلا عن كتاب :