روبورطاج حصري حول زيارة ضريح سيدي "علال الغماري"
ضريح سيدي "علال الغماري"
ضريح سيدي "علال الغماري " هو قبلة للعديد من المرضى والمحتاجين الذين يحجون إليه من كل صوب وحدب بغية التشفي وأخذ البركة عن الولي الصالح محمد بن أحمد بن علال الغماري الذي وافته المنية أواخر سنة 2010 م
هذا الضريح لايبعد عن مدينة الشرفاء "دار الضمانة" أو كما سماها المؤلف المشيشي في كتابه " قليل من كثير عن تاريخ وزان " بزاوية وزان، إلا بثمانية عشر كيلومترا في منطقة تعرف بسيدي رضوان المتاخمة لمنطقة بني مسارة .
الولي وبركته في علاج مختلف الأمراض.
وأما عن الحكاية المتداولة لهذا الولي فقد قامت 'بريس تطوان" بجولة إلى المنطقة للوقوف على حيثيات وحقائق هذا الولي الذي يقصده أناس حتى من خارج أرض الوطن،والذين يجمعون على بركته المتجلية في علاج ما عجز عنه الطب الحديث كالحمق الناتج عن السحر و الصرع واعوجاج الفم بالإضافة إلى سعار الكلاب الذي برع فيه أيما براعة ، كل ذلك تقول إحدى الزائرات التي التقينا بها " يتم عن طريق البصاق وقراءة بعض السور القرآنية القصيرة ) فيما صرحت لنا أحد الزائرات (وأغلب الزوار نساء) : " منذ سنة 1996 وأنا أقوم بزيارة سنوية لهذا الولي الذي يقبع في بيته وحيدا؛من أجل العلاج من مختلف الأمراض الروحانية التي يستعصي علاجها إلا عند هؤلاء" وفي حديثنا إلى بعض أهالي المنطقة صرحوا لنا بكون الولي " محمد بن أحمد بن علال الغماري" لم يخرج من بيته قط مدة 25 سنة.
بل ولم يعرف عنه أن قص شعر رأسه أو اغتسل طيلة تلك المدة بحيث وصل طول شعره إلى ما يفوق خمسة أمتار، ورغم ذلك يضيف أهالي المنطقة بأن مظهره الخارجي يوحي بخلاف ذلك فبشرته بيضاءة اللون وجسمه نحيف وجلسته دائما القرفصاء، ويستقبلك بابتسامته العريضة التي تطبع صفحات محياه، بل الغريب في كل ذلك هو أن جسده لم يصدر خلال تلك المدة روائح كريهة أبدا رغم مرور سنين طويلة بدون نظافة، حتى ملابسه الرثة لم يغيرها إلا عنوة من طرف محبيه، وقد كان يعشق بل يهوى المذياع ليس بهدف الاطلاع على العالم الخارجي وإنما الاطلاع على العالم الداخلي للمذياع وفسخه ثم إعادة تركيبه من جديد .
وقد دفعنا الفضول إلى معرفة الدافع الذي جعل الولي يتخذ من بيته سكنا دائما له دون الخروج منه ووجدنا رواية متواترة السند عن إحدى أقاربه تقول بأنه ومنذ كان طفلا صغيرا حضر وفاة جده بجميع مراسيمها حتى عملية الدفن ولم يتمالك شدة الموقف وفراق جده الذي بدوره كان يقصده الناس أفواجا، ومباشرة بعد الحادث انزوى الولي في حجرة بيته متأملا في السماء مستلهما أسرار ما رأى عند جنازة جده دون أن يكشف عنها لأحد مكتفيا بالابتسامة والعزيمة لكل من قصده بدون أدنى مقابل، إلى أن خرج من بيته على آلة حدباء محمولا، تاركا وراءه صيدلية روحانية فارغة لم تجد إلى حد الساعة من يدير شؤون زبائنها.
المعتقدات الخاطئة في زيارة الضريح
وعلاوة على ما تم التطرق إليه من بركات الولي الغماري فإن ذلك لايمنع من وجود حشد من الناس يستغلون المكان لممارسة بعض المعتقدات والطقوس الجاهلية كالتبرك بتربة قبر الجد "علال الغماري" وأبناءه الذين دفنوا بجواره، اعتقادا منهم أن ذلك يبرئ من المس الذي يصيب الجنين في بط أمه ويولد ميتا وهذا النوع من المرض يطلق على تسميته ب "أم الصبيان".
كما وجدنا أيضا حالة استأثرت باهتمامنا وهي وجود شجرة بجوار الضريح يتم فوقها نشر الملابس أو الأسمال القديمة والممزقة بدافع طلب الزواج ودفع البلاء والمضرات وجلب المنافع والخيرات.
وبجانب الضريح أيضا في الجهة الجنوبية توجد شجرة ضخمة الحجم يتم حك الظهور فيها بغية الشفاء من آلام الظهر كالروماتيزم وغيره.
عصارة القول
البركة هبة إلهية اختص الله بها بعض خلقه والحق ليس حكرا على شخص دون غيره بل تفرق وتوزع بين سائر بني البشر، بهاته الكلمات ختم لنا أحد المقربين إلى الولي كلامه عندما استفسرناه عن مشروعية ما كان يقوم به الولي محمد الغماري والجم الغفير من الزوار الذين يقصدونه من كل حدب وصوب.
نقلا عن جريدة بريس تطوان